يروّج البعض أن التعامل مع حزب حركة النهضة والسعي إلى إدخاله صلب المجتمع المدني والحكومة من شأنه أن يشقه ويقوي الجناح الديموقراطي المدني فيه ممثلا في الحمائم ويضعف الجناح المتصلب المسمى بالصقور وكنت أقول دائما وأبدا إن حزب الحركة واحد أحد لا أجنحة فيه ولا طيور هو في كلمة واحدة راشد الغنوشي والبقية تنويعات على نفس النغمة، في الأيام الأخيرة عقد الحزب ندوة لإعداد مضامين ما سمّاه المؤتمر العاشر، ومن المعلوم عرفا وأخلاقا أن الذين ينسلخون من أحزابهم لا يعودون إلا بعد نقد ذاتي للخطوة التي أقدموا عليها فالخروج من أي حزب سياسي يحمل ضمنه موقفا مغايرا للسائد ويأسا من إصلاحه غير أن ما لفت انتباهي حضور اثنين أقاما الدنيا ولم يقعداها عند إعلان انسحابهما من الحزب وقد ذهبت الظنون لدى محللي ما بعد أحداث 14 جانفي أن شرخا حدث ومعالجته لها ثمنها وغير ذلك من ساقط القول، اثنان من أشهر القيادات التي رُوّج لانسحابها تشارك اليوم في إعداد ما يسمّى المؤتمر العاشر وتنتصب في المنصة الرئيسية
1) احميدة النيفر قيادي عتيق قيل إنه خرج من حزب الحركة سنة 1978 وأسّس اليسار الإسلامي صحبة الجورشي ونفر يدورون اليوم في فلك الحزب ثم نشروا مجلة 21/15 وتحصّلوا على رخصة لمنتدى الجاحظ الذي يموّله مركز رضوان المصمودي وبعض الجهات الأجنبية المسترابة، يقدّم هذا الشخص منذ ثمانينات القرن الماضي في صورة المتسامح والوسطي وفتحت له أبواب المجتمع المدني على مصاريعها ووصل الأمر إلى حدود انتدابه مستشارا لدى المرحوم محمد الشرفي مكلفا بملف التربية الإسلامية، هذا الشخص نجده اليوم حاضرا ضمن الذين يعدّون ما يسمّى المؤتمر العاشر لحزب حركة النهضة.
2) حمادي الجبالي الذي اشتهر بتفجيرات النزل في سوسة مسقط رأسه وعُيِّن في إطار التعويضات رئيس حكومة بعد اختلاس حزب الحركة السلطة إثر انتخابات 23 أكتوبر أعلن في الفترة الأخيرة انسحابه من الأمانة العامة للحركة ثم منها ذاتها، اليوم نجده حاضرا وجالسا في المنصة الرسمية، فما الذي حدث يا جماعة ألم يستقل؟ وهل أن الأسباب التي أعلنها وأطنب محللو الربيع العبري في لوكها لم يعد لها وجود؟
ما أنا متأكد منه تماما وأقوله دائما حزب الحركة هو راشد الغنوشي أما غيره فليسوا إلا أدوات تنفيذ في أعناقهم بيعة إن نكصوا عنها يتخلى عنهم الحزب والتخلي لدى الإخوان المسلمين هو القتل وأقول كذلك إن استقالة الجبالي من الحكومة لم تكن إلا بأمر من رئيس حزب الحركة لامتصاص الغضب الشعبي بعد اغتيال الشهيد بلعيد من ناحية وتلهية للنخبة السياسية بمفاوضات أتت بالعريض بعده من ناحية أخرى ليبقي الحال على ما هو عليه بل ازداد سوء بانتشار الإرهاب وتواصل الاغتيالات، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire