jeudi 18 février 2016

تراجع فرص التدخل البري "التركي - السعودي" في سوريا...


شهدت الساعات الأخيرة تراجعاً ملموساً في الإندفاع التركي نحو التدخل العسكري البري في سوريا، حيث أقرت أنقرة بعدم وجود إجماع دولي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على التدخل البري، بالتزامن مع تسريب انباء من روسيا بأن الجيش السوري سيقوم بعمليات عسكرية ضد معاقل التنظيم في محافظة الرقة خلال 30 يوماً.
لا يوجد إجماع في التحالف
وأكد وزير خارجية تركيا "مولود جاويش أوغلو" أن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يرغبون في شن عملية برية في سوريا، لكن لا يوجد إجماع في التحالف ولم تتم مناقشة استراتيجية بهذا الخصوص بشكل جدي.
ونقلت وكالة رويترز عن "جاويش أوغلو" قوله "بعض الدول مثلنا والسعودية وكذلك بعض الدول الأخرى في غرب أوروبا تقول إن من الضروري شن عملية برية.. لكن توقع هذا من السعودية وتركيا وقطر فقط فهذا أمر غير صائب وليس واقعياً.
وأضاف "إذا جرت مثل هذه العملية فيجب أن تتم بشكل مشترك على غرار الضربات الجوية (للتحالف)".
وتستبعد واشنطن حتى الآن إرسال قوات برية أمريكية إلى سوريا باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة، لكن دولاً عربية بقيادة السعودية والإمارات قالت إنها مستعدة لإرسال قوات برية في إطار قوات التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية شريطة تولي واشنطن القيادة.
ولفت الوزير التركي إلى إن بلاده أوضحت مراراً جدوى رسم استراتيجية أكثر شمولاً في سوريا عن الضربات الجوية لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة لم يناقشها بشكل جاد.
وأوضح قائلاً بالطبع ستكون هناك ضربات جوية لكن التطهير على الأرض مطلوب أيضاً.. أقول في كل اجتماع…إنه لا يمكن تدمير أو وقف داعش بالضربات الجوية وحدها".
وتابع "لم يجر التحالف نقاشاً جاداً بخصوص هذه العملية البرية، هناك معارضون وهناك من لا يرغبون في المشاركة لكنهم عبروا عن رغبة في أن تقوم تركيا أو دولة أخرى بذلك".
مناورة سياسة روسية
وفي سياق متصل، كشفت مصادر تركية بارزة عن رسالة بعثت بها روسيا إلى الدول الغربية تحاول من خلالها استباق أي تدخل بري سعودي تركي في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش"، بالتأكيد ان عمليات الجيش السوري ستنطلق نحو محافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم خلال شهر.
وأكدت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" بأن الرسالة أبلغها وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" لنظرائه الغربيين، ومفادها أن الجيش السوري يحضر لعملية عسكرية واسعة في الرقة، وبالتالي فلا حاجة لأي تدخل خارجي برياً.
المناورات العسكرية السعودية التركية مقررة منذ ستة أشهر
وفيما يتعلق بالتنسيق "السعودي التركي"، قالت المصادر إن التنسيق يرتفع إلى حد كبير، مشيرة إلى أن المناورات العسكرية المشتركة مع الطيران السعودي مقررة منذ أكثر من ستة أشهر ولا تحمل جهوزية من أي نوع، لكنها شددت على أن خطورة الأمور عند الحدود السورية تجعل من الضروري القيام بشيء لوقفه.
وكان الناطق باسم الحكومة التركية "نعمان قورتمولوش"، أكد أمس، أن تركيا لن تتدخل في سوريا منفردة، بالتزامن مع تصريح وزير الدفاع التركي "عصمت يلماز" بأن بلاده تحب السلام ولا تريد سواه، ولكنها لن تتوانى لحظة في الرد على أي عدوان يمس أراضيها وسلامة مواطنيها.
"قلق" تركي سعودي"
إلى ذلك، قالت مصادر في مكتب الرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" إنه أجرى محادثة عبر الهاتف مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث عبرا عن قلقهما من الهجمات التي تشنها روسيا والقوات السورية شمالي حلب.
وأكدت المصادر لوكالة رويترز على المواقف التركية السعودية المشتركة بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري مع وجود الرئيس الأسد في السلطة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire