mardi 24 février 2015

باحث في المجلس الأطلسي: 1000 تونسي توجهوا إلى "درنة" الليبية.


نشر موقع "انترناشيونال بيزنيس تايمز" " International Business Times"" مقالا بعنوان "خلافة الدولة الإسلامية في ليبيا تعتمد على المقاتلين التونسيين الأجانب ومعسكرات التدريب في الصحراء" موفى الأسبوع المنقضي.

المقال يلقي الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه المقاتلون التونسيين في ليبيا موضحا أن تونس -التي وصفها- بالدولة الوحيدة الناجحة من دول «الربيع العربي» هي أيضا المصدر الأول للمقاتلين لما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" مضيفا أن قربها من ليبيا يمكن أن يجعل منها المصدر الأول للمقاتلين في «الحرب الأهلية في البلاد» والتي يمكن أن تؤدي إلى مصر والدول الأوروبية.

عملية تسفير المقاتلين التونسيين إلى سوريا والعراق كانت تشمل ليبيا كمحطة للتدرب في معسكرات القتال بعد أن يتم استقطابهم على يد تونسيين فيها كما يوضح المقال ليتوجهوا بعد إتمام تدريبهم إلى القتال في سوريا عبر البوابة التركية.

ولكن اليوم ونظرا إلى ضربات التحالف التي توجه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق لم تعد إمكانية التوجه والقتال في سوريا أمرا يسيرا كما كان سابقا. لذا فانه وللمرة الأولى بدأ التنظيم الجهادي باستقطاب مقاتلين ليس لإرسالهم إلى سوريا والعراق كما عهد على ذلك وإنما للجهاد في ليبيا والتي تمكن "تنظيم الدولة" من إرساء خلافته فيها مؤخرا على حد تعبير المقال.

"الجهاد أسهل في ليبيا"

ينقل المقال عن أندروا اينغل الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله أن "هنالك توجها هائلا لاستقطاب المقاتلين ضمن صفوف "الدولة الإسلامية" في ليبيا. وبطريقة غير مباشرة يبدو أن الحجة المعتمدة هي أنه جهاد أسهل." ويضيف اينغل وهو معد تقرير «ليبيا الدولة الفاشلة : الأسباب والنتائج والخيارات" "أنهلا توجد ضربات جوية في ليبيا وأنه لا يوجد مقاتلون أقوياء مثل الأكراد يدعمهم أجانب. كما أن ليبيا هي دولة أكبر بطقس أفضل مع توفر الأسلحة والغذاء بشكل كبير.» كل تلك العوامل تجعل منها وجهة الجهاديين.

كما يضيف المقال أن الرحلة إلى ليبيا قريبة والسفر للقتال فيها أسهل من التوجه إلى سوريا والعراق خاصة بعد أن شددت الحكومة التونسية الخناق على أولئك المسافرين أو القادمين من تركيا التي تعد البوابة الرئيسية للتوجه إلى سوريا.

وينقل المقال عن كريم مزران باحث في المجلس الأطلسي وهو مركز بحث وتفكير في واشنطن قوله أن نحو 1000 تونسي توجهوا إلى «درنة» الليبية. وهي المدينة التي يتركز فيها حضور تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكل كبير وقبل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» مبايعة المقاتلين فيها. ويضيف الباحث بالمجلس الأطلسي إلى وجود ألف تونسي آخرين من المرجح أن يكونوا قد توزعوا داخل البلاد حسب المقال.

طارق الحرزي.. "أمير الانتحاريين المفجرين"

يوضح المقال أن علاقة تنظيم الدولة بتونس تعود إلى سنة 2013 وتستند بالأساس إلى اسم طارق بن الطاهر بن الفالح الحرزي والذي تمت إضافته إلى قائمة الإرهاب الأمريكية في 2014. وقد كان من أوائل المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى «داعش» وعرف بأنه «أمير المفجرين الانتحاريين» وهو المكلف بعمليات تنظيم «داعش» خارج الخلافة المعلنة في سوريا والعراق حسب وزارة الخزانة الأمريكية. وقد كانت مهمته الرئيسية استقطاب مقاتلين أجانب من شمال إفريقيا وأوروبا للتوجه للقتال في سوريا والعراق.

القتال ضد حفتر وقواته

وقد تمثلت إستراتيجية "داعش" في البداية في ليبيا في التحالف مع الجهاديين المحليين الذين يمكن أن يقوموا باستقطاب مقاتلين للتوجه إلى سوريا ولكن مع تزايد الضربات الجوية في سوريا والعراق واحتداد شدة الحرب فيليبيا رأت "داعش" في ليبيا فرصة وحاول المستقطبون توجيه المقاتلين من سوريا إلى ليبيا حسب ما ينقله المقال عن صحيفة "وول ستريت جورنال."

عمليات الاستقطاب الالكترونية

على شبكة الأنترنات تتضح الإستراتيجية الجديدة للتنظيم فقد قام تنظيم "داعش" بإطلاق حملة لإرسال المقاتلين للقتال ضد قوات خليفة حفتر ودعما لما أصبح يسمى "الدولة الإسلامية في ليبيا."

انغل يشير في هذا الخصوص إلى أن ليبيا التي مثلت في السابق مكانا للتدريب ومعبرا للجهاديين أصبحت مع ظهور «داعش» هناك وعمل قوات حفتر على التصدي للمقاتلين أصبحت اليوم وجهة جديدة. ويتابع الباحث الأمريكي «إذا كان المقاتل من شمال إفريقيا فان ليبيا قريبة منه في حين أن الرحلة نحو سوريا والعراق لم تعد عملية سهلة."

"التدخل الأجنبي يدعم داعش"

ويضيف المقال أن فرصة التنظيم للنجاح في شمال إفريقيا قائمة خاصة أن "داعش" يعي الدور الهام الذييمكن أن تلعبه ليبيا وتونس في المستقبل.

ويخلص المقال إلى أن القتال القائم في ليبيا بين فصائل تتشارك جميعها في مرجعيتها وهو الإسلام السنة وتفتقر إلى عنصر العلمانية والذي جعل تجربة "داعش" ناجحة في سوريا والعراق ولكن كل ذلك يمكن أن يتغير إذا ما تدخلت المجموعة الدولية للقتال لصالح هذا الشق أو ذاك مما يجعل خطر تحالف المليشيات الإسلامية مع بعضها أمرا قائما حسب ما يورده المقال.

يذكر أن موقع «انترناشيونال بيزنيس تايمز» -كما يعرف نفسه- هو موقع أمريكي يقدم الأخبار الاقتصادية العالمية لنحو 21 مليون في الولايات المتحدة و30 مليون شخص في العالم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire