vendredi 6 mars 2015

داعش تهدد بقتل أبوعياض


بدأت الخلافات تظهر بين جماعتي أنصار الشريعة وداعش في ليبيا بعد تسريبات عن تهديد بالقتل وصل لزعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين "أبو عياض" من أمير دواعش ليبيا يطالبه فيها بالتبرؤ من بيعته لتنظيم القاعدة وأميره أيمن الظواهري ومبايعة أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي والانضمام لتنظيم الدولة والعمل بإمرة قائده أبو حبيب "السعودي".
الخلافات بين تنظيم القاعدة وفروعه مع داعش ليست جديدة واتخذت أشكال دموية عنيفة بين الجماعتين وخاصة في سوريا حيث دخل تنظيم جبهة النصرة في معارك دموية قتل فيها المئات مع جماعة داعش التي وجهت اتهامات لجماعة القاعدة والنصرة تصل حدود التكفير، باعتبار أنهم يخالفون الشريعة ويبايعون خليفة ليس من قريش ويتهمونهم بأنهم من المرجئة الذين يعطلون تطبيق أحكام الشريعة وإقامة الحدود. جزء كبير من الخلاف بين أنصار الشريعة وداعش يتمحور في مناهج العمل والأهداف رغم أن نتيجة التي يسعى لها الطرفين واحده، لكن حجم التناقضات بين عمل محكوم بآليات تنظيم يهدف من خلال عناصره لتحقيق أهدافه، ورؤية داعش التي تعتبر أنها تكرر منهج الرسالة بالكثير من تفاصيله وأنها في طريق الفتوحات وإعادة الإسلام لمرحلته الأولى على خطى الصحابة والسلف الصالح.
نجاح داعش بإيجاد موطئ قدم لها في الغرب الليبي وعملية تفجير فندق "كورنثيا" في طرابلس وبدء ظهور لعناصرها وراياتها في المدينة بعد نجاح حملات قادتها في استقطاب وتجنيد المئات من الشباب في طرابلس فجر الخلافات مع انصار الشريعة وبقية المجموعات المسلحة التي تسيطر على مفاصل المدينة وأحيائها .
داعش التي اقتحمت المشهد الليبي بسرعة فاقت التوقعات وضعت الجماعات الجهادية المبايعة لتنظيم القاعدة في موقف مرتبك خاصة بعد نجاح التنظيم في السيطرة على مناطق الشرق الليبي وافتكاكها من أنصار القاعدة الذين انتقلوا باتجاه الغرب والمناطق الصحراوية المتاخمة للنيجر والتشاد، والمخاوف تتصاعد من قرب سيطرة التنظيم على المناطق الغربية وخاصة طرابلس والصدام الذي لا مفر منه مع تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة والخوف أن تنتقل المعارك التي شهدتها سوريا بين الجماعتين المتناحرتين إلى ليبيا. تهديد داعش بقتل زعيم أنصار الشريعة أبو عياض مؤشر خطير على متغيرات قادمة بسرعة في ليبيا وانعكاساتها لن تقف داخل حدودها بل ستمتد الصراعات بين التنظيمات الإرهابية المتناحرة بدرجة أولى وتسابقها لضرب الاستقرار والأمن في المنطقة.
داعش تسعى للسيطرة بكل وسائلها المتاحة على مساحة العمل الجهادي في ليبيا وهذا الإصرار المنطلق من رؤية عقائدية شرعية سيدخل كل الجماعات المتناثرة في المشهد الليبي بين خيارات مبايعة الجماعة أو الحرب معها رغم أن المجموعات المرتبطة بالقاعدة لها امتداد تاريخي يعود لما يزيد عن ربع في المنطقة ويجعل من الصدام معها أو القضاء عليها صعباً.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire